الأسبوع الثقافي البلغاري في فلسطين: فعاليات فلكلورية مبهرة

يوسف الشايب:استطاعت الفرقة الفلكلورية البلغارية (كيريل هارالامبيف)، ودون
عناء، انتزاع إعجاب الجمهور الفلسطيني، عبر العرض المبهر الذي قدمته في
الانطلاق الرسمي لفعاليات الأسبوع الثقافي البلغاري في فلسطين، في قصر رام
الله الثقافي، مساء أول من أمس، والذي ينظم في إطار احتفالية القدس عاصمة
للثقافة العربية.





وقدمت الفرقة التي تحظى بشعبية كبيرة في بلغاريا، وحصلت على العديد من
الجوائز في المهرجانات المحلية، والأوروبية، والعالمية، لوحات متنوعة من
الرقص الفلكلوري في بلغاريا، مستعرضة تاريخ بلغاريا بمدنها وريفها عبر هذه
اللوحات التي تستوحي بعضها عادات وتقاليد بلغارية تعود إلى قرون خلت.
يشار إلى أن الفرقة البلغارية تأسست العام 1950، وتعد واحدة من أشهر فرق
الرقص في بلغاريا، واكتسبت شهرتها الواسعة من خلال تقديمها ستين عملاً
فلكلورياً راقصاً، حيث عبر العرض عن ثقافات مناطق بلغاريا المتعددة بشكل
مبتكر ومتقن.
وتواصلت أمس، فعاليات الأسبوع الثقافي البلغاري بزيارة أعضاء الوفد
البلغاري إلى العديد من المراكز الثقافية، وزيارة خاصة إلى ضريح الشاعر
الكبير محمود درويش في رام الله، والالتقاء بمثقفين وفنانين وأدباء وممثلين
عن مؤسسات ثقافية وفنية في قصر رام الله الثقافي، في حين احتضنت قاعة
الحلاج في رام الله، معرضاً تشكيلياً للعديد من الفنانين البلغار.
وكان د.رفيق الحسيني، افتتح الأسبوع الثقافي البلغاري، بصفته رئيس المجلس
الإداري لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، في كلمة شدد فيها على
خصوصية القدس، بقوله: "القدس التي نريد في المستقبل كعاصمة للدولة
الفلسطينية المستقلة، ستقوم على قيم التعددية الثقافية والحضارية والدينية
والتسامح واحترام الآخر.. نريد للقدس أن تحافظ على هويتها المتميزة الموحدة
المجمعة، وأن تكون مدينة مفتوحة لكل المؤمنين ومحبي السلام، يغلب فيها
الحب على الكراهية والاحترام على البغض، والحق على الباطل، والانفتاح على
الانغلاق، والحرية على الاستعباد، والتعددية على العنصرية".
وأوضح الحسيني في الحفل الذي حضره مسؤولون ووزراء وعدد من الدبلوماسيين، أن
الالتفاتة الكريمة من الحكومة البلغارية وشعبها الصديق، بمشاركتها
الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، والذي يصادف انطلاقه
يوم الاحتفال بإعلان الاستقلال، محل تقديرنا وتثميننا العالي، وهي في ذات
الوقت تعبير عن عمق علاقات الصداقة التاريخية الراسخة، التي تربط فلسطين
وبلغاريا، والتي ستظل محل رعايتنا في فلسطين، لنمضي قدما للرقي بها إلى
أعلى المستويات المنشودة في التعاون، والتبادل الاقتصادي والثقافي، بين
بلدينا وشعبينا الصديقين.
وأضاف الحسيني مخاطبا الوفد البلغاري: تعلمون، بأن حفلكم الثاني سيقام بعد
أيام في مدينة القدس الشرقية، عاصمة دولة فلسطين، عاصمة الثقافة العربية
لهذا العام، التي تفرض إسرائيل عليها حصارا خانقا، وتحول عبر جدار وحواجز
وأسلاك شائكة دون وصول المؤمنين المسلمين والمسيحيين على حد سواء إلى دور
العبادة فيها، إلى جانب قيام الاحتلال بسلسلة لا تنتهي من الإجراءات
القمعية، وفرض قوانين جائرة على سكان المدينة العرب مسيحيين ومسلمين، بهدف
ترحيلهم عن المدينة، وإحلال مستوطنين مكانهم.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اقام حول المدينة جدارا عنصريا، أشبه ما
يكون بجدار برلين الذي شارك العالم الشعب الألماني قبل أيام بذكرى إزالته
وإسقاطه قبل عشرين عاما، أما جدار برلين الجديد حول القدس أقامه الاحتلال
منذ عدة سنوات حول المدينة العربية لفصلها وعزلها عن محيطها الفلسطيني؛ في
الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فيه، كما قال قداسة الحبر الأعظم، بابا
الفاتيكان الراحل يوحنا بولص الثاني: نحن أحوج ما نكون إلى بناء جسور
للسلام والتعايش والتعاون لا إلى جدران.
من جهته قال رئيس الوفد البلغاري زخاري زخارييف: جئنا إليكم كممثلين عن
الشعب البلغاري الذي كان ومازال ينظر إلى الشعب الفلسطيني كصديق حميم،
مضيفا، إن آلاف الفلسطينيين يعيشون في بلغاريا ويدرسون في الجامعات
البلغارية، مؤكداً دعم بلغاريا شعبا وحكومة للشعب الفلسطيني وقضيته
العادلة، مشيرا إلى دعم الحكومة البلغارية للوفد للمشاركة في الاحتفاء
بالقدس عاصمة الثقافة العربية 2009.
ونقل زخارييف تحيات وزيرة الشؤون الخارجية البلغارية روميانا جيلوفا، ووزير
الثقافة وجدي راشيدوف، ورئيسة البرلمان البلغاري للحضور والشعب الفلسطيني.
وقدم الحسيني هدية تذكارية لرئيس الوفد البلغاري، ودرعاً تقديرية لممثل
بلغاريا لدى السلطة الوطنية نيكولاي نيكولوف.