منتديــــات أحــــــــلام ميعثره

•·.·`¯°·.·• أمــــــل مشــــــــرق لغد جديد •·.·°¯`·.·•
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

اهلا وسهلا بكم في منتديات أحلام مبعثره


 

 سيـرة حياة الشاعر محمود درويش

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
abedalrahman.dameer

المدير العام
المدير العام
abedalrahman.dameer


الدوله : فلسطين
MMS •·.·`¯°·.·• أمل مشرق لغد جديد •·.·°¯`·.·•
اللقب : ابومحمد
نوع الاشراف : مدير عام
الدلو تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رساله sms : •·.·`¯°·.·• أمل مشرق لغد جديد •·.·°¯`·.·•

سيـرة حياة الشاعر محمود درويش Empty
مُساهمةموضوع: سيـرة حياة الشاعر محمود درويش   سيـرة حياة الشاعر محمود درويش Emptyالإثنين ديسمبر 21, 2009 2:07 am



سيـرة حياة الشاعر محمود درويش 2lniv4y

سيـرة حياة الشاعر محمود درويش

قبل أيام من إطلاق ارئيل شارون عملية إسرائيل”الدرع الواقي” وقيام الجيش
الإسرائيلي بشن هجومه على مدينة رام الله في الضفة الغربية في 29/آذار, زار
المدينة ثمانية مؤلفين من” برلمان الكتاب الدولي”, وكان من ضمنهم الفائزان
بجائزة نوبل للآداب ولي شوينكا وجوزيه ساراماغو, وكل من

بريتن بريتنباخ, خوان غويتيسولو, ورسل بانكس, قدموا جميعاً استجابة لنداء
من الشاعر محمود درويش ليكونوا شاهدين على الاحتلال العسكري .

وذات مساء, أخذهم درويش الذي وجده الروائي الأمريكي بانكس” حزيناً لكن
زيارتنا رفعت معنوياته”, إلى تله تطل على القدس عبر مستوطنات يهودية وحواجز
للجيش, يقول درويش :
" أردت أن أريهم كيف تهشمت جغرافية فلسطين بالمستوطنات, كما لو أنها
المركز وكما لو أن المدن الفلسطينية هامشية”, أضاف” لا دعاية, تركناهم يرون
الحقيقة ".

وبينما استذكر بريتنباخ الابارثايد, أجرى بانكس مقارنه مع المحميات
الهندية في القرن التاسع عشر, يقول: "روعت وغضبت لمدى الاحتلال المادي,
فالمستوطنات مثل مدن الضواحي والقوات العسكرية جاهزة لحمايتها ".

بعد أربعة أيام من قراءة قام بها درويش وضيوفه أمام جمهور بلغ ألف شخص في
مسرح القصبة, بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته لاقتلاع جذور الانتحاريين, يرى
الفلسطينيون الغزو عقوبة جماعية وخطوة لتدمير البنية التحتية لدولتهم
الجنينية, ودرويش نفسه الذي كان قد غادر رام الله ليلقي شعره في العاصمة
اللبنانية بيروت, لم يستطع العودة, علم أن مركز” السكاكيني الثقافي” حيث
يحرر مجلته الأدبية الفصلية “ الكرمل” قد نهب وان مسوداته قد وطئت
بالأقدام, يقول درويش” أرادوا إبلاغنا رسالة مفادها أن لا أحد محصن – بما
في ذلك الحياة الثقافية”, أضاف” اعتبرت الرسالة شخصية, أعرف أنهم أقوياء
ويستطيعون الغزو وقتل أي شخص غير انهم لا يستطيعون تحطيم كلماتي أو
احتلالها ".

يبلغ درويش الآن من العمر ستين عاماً, وعرف لأربعين عاماً تقريباً بأنه
شاعر فلسطين القومي, وذاك "عبء" يستمتع به ويثور ضده في الوقت نفسه, انه
افضل شعراء العالم العربي مبيعاً, وجذبت قراءته لشعره مؤخراً في إستاد
بيروت 25000 شخص, أصبحت فلسطين في عمله مجازاً عاماً لفقد عدن, للولادة
والعبث, لكرب الانخلاع والمنفى, وهو عند الأستاذ إدوارد سعيد, من جامعة
كولومبيا في نيويورك, أروع شاعر عربي, له حضور طاغي في فلسطين وإسرائيل –
البلد الذي نشأ فيه لكنه غادر المنفى سنة 1970, وعند سعيد أيضا, فأن شعر
درويش” جهد ملحمي لتحويل قصائد الفقدان الغنائية إلى دراما العودة المؤجلة
إلى اجل غير محدود”, وتراه الكاتبة أهداف سويف أحد أقوى أصوات المأساة
الفلسطينية .

ورغم انه يكتب بالعربية, يقرأ درويش الإنجليزية والفرنسية والعبرية, ومن
بين الذين تأثر بهم رامبو وغتزبرغ, ترجمت أعماله إلى كثر من عشرين لغة, وهو
افضل من يباع من الشعراء في فرنسا, ورغم ذلك, فأن مختارات قليلة من
دواوينه الشعرية العشرين مترجمة إلى الإنجليزية, أحدها Sand ( 1986 ) الذي
ترجمته زوجته الأولى, الكاتبة رنا قباني, وتراه الشاعرة الأمريكية ادرين
رتش شاعرا بقامة عالمية ل "مجازفاته الفنية", وسوف تنشر له دار نشر جامعة
كاليفورنيا في الخريف القادم مختارات جديدة من قصائده بعنوان :
Unfortunately, It Was Paradise.

ويكشف صوت درويش الجهوري وأداؤه الغنائي موسيقية شعره, ومؤخراً, في
فيلادلفيا التي كان فيها ليستلم 360000 دولاراً, جائزة الحرية الثقافية
التي تمنحها” مؤسسة لانان”, اعترف درويش ببالغ حزنه وغضبه” للصراع بين
السيف والروح” في فلسطين, وقد كتب أخر قصائده” حالة حصار” – التي قرأها في
الاحتفال- أثناء الغارات الإسرائيلية في شهر كانون الثاني الماضي. يقول: “
رأيت الدبابات تحت نافذتي, أنا كسول عادة, اكتب في الصباح على طاولة نفسها,
لي طقوسي الخاصة, غير إنني خالفتها أثناء الطوارئ, حررت نفسي بالكتابة,
توقفت عن رؤية الدبابات – سواء كان ذاك وهما أو قوة الكلمات ”.

في القصيدة, يقول” شهيد ”:
" احب الحياة, على الأرض, بين الصنوبر والتين لكنني ما استطعت إليها
سبيلا, ففتشت عنها بأخر ما املك”, ودرويش الذي كتب في صحيفة فلسطينية بعد
11 أيلول” لا شيء يبرر الإرهاب” عارض بوضوح الهجمات على المدنيين وظل صوتا
مثابرا يدعوا للتعايش الفلسطيني – الإسرائيلي, وهو يصور على أن العمليات
الانتحارية لا تعكس ثقافة موت بل تعكس إحباطا من الاحتلال, يقول :
“ علينا تفهم سبب التراجيديا لا تبريرها, ليس السبب انهم يتطلعون إلى
عذارى جميلات في الجنة, كما يصور المستشرقون ذلك, الفلسطينيون يعشقون
الحياة, إذا منحناهم أملا - حلاً سياسياً – فسوف يتوقفون عن قتل أنفسهم ”.

وعند ساسون سوميخ, الباحث الإسرائيلي في الأدب العربي في جامعة تل أبيب
والذي عرف درويش في ستينات القرن العشرين ويترجم القصيدة إلى العبرية,”
تهدف القصيدة إلى الحوار: إنها لا تتكلم عن الإسرائيليين كمجرمين, بل تقول :
لم لا يفهمون ؟ لا معنى للقول أن هذا الرجل يكرهنا ”.
ولد درويش سنة 1942 لعائلة مسلمة سنية تملك ارض في قرية الجليل تدعى
البروة, أيام الانتداب البريطاني على فلسطين, حين كان في السادسة من عمره,
احتل الجيش الإسرائيلي البروة والتحقت عائلة درويش بخروج اللاجئين
الفلسطينيين الذين تقدر الأمم المتحدة عددهم ما بين 72600 –900000، قضت
العائلة عاما في لبنان تعيش على عطايا الأمم المتحدة, بعد خلق إسرائيل
والحرب الإسرائيلية العربية لسنة 1947, عادت العائلة” بشكل غير شرعي” سنة
1949, لكنها وجدت البروة, مثلها مثل 400 قرية فلسطينية أخرى في الأقل, قد
دمرت أفرغت من سكانها العرب, بنيت مستوطنات إسرائيلية على أنقاضها, يقول
درويش” عشنا مرة أخرى كلاجئين, وهذه المرة في بلدنا, كانت تلك خبرة جماعية,
ولن أنسى أبدا هذا الجرح ”.

يقول درويش, ثاني اكبر أربعة اخوة وثلاث أخوات,فقدت العائلة كل شيء, قلص
والده سليم إلى مجرد عامل زراعي: “ اختار جدي العيش فوق تله تطل على أرضه,
والى أن توفي, ظل يراقب المهاجرين ( اليهود ) من اليمين يعيشون في أرضه
التي لم يكن قادراً على زيارتها ”.

ولأنهم كانوا غائبين أثناء أول إحصاء إسرائيلي للعرب, و لأنهم اعتبروا ”
متسللين” غير شرعيين و” غرباء غائبين – حاضرين”, منعت على أفراد العائلة
الجنسية الإسرائيلية, تقدموا بطلبات لبطاقات هوية ولكن جواز السفر حجب عن
محمود, " كنت مقيماً وليس مواطناً, ارتحلت ببطاقة سفر”, في مطار باريس سنه
1968, يقول :
" لم يفهموا, أنا عربي, جنسيتي غير محددة, احمل وثيقة سفر إسرائيلية, ولذا
رجعت ”.
كانت أمه, حورية لا تحسن القراءة والكتابة, غير أن جده علمه القراءة, ”
حلمت أن أكون شاعراً ”,
حين بلغ السابعة من عمره, كان درويش يكتب الشعر, عمل في حيفا صحفياً .
وفي سنة 1961 التحق بالحزب الشيوعي الإسرائيلي,” راكاح”, حيث اختلط العرب
واليهود, وعمل فيه محرراً لصحيفته, خضع الفلسطينيون في إسرائيل لقانون
الطوارئ العسكري إلى سنة 1966, واحتاجوا تصاريح للسفر داخل البلد, بين سنة
1961 وسنة 1969, سجن لعدة مرات, بتهمة مغادرته حيفا دون تصريح .

حقق له ديواناه” أوراق الزيتون” ( 1964 ) و” عاشق من فلسطين” (1966 )
شهرته شاعر مقاومة, عندما كان في الثانية والعشرين من العمر, أصبحت قصيدة”
بطاقة هوية” التي يخاطب فيها شرطياً إسرائيليا” سجل, أنا عربي, ورقم بطاقتي
خمسون ألف”. صرخة تحد جماعية, أردت إلي اعتقاله في مكان إقامته سنة 1967
عندما أصبحت أغنية احتجاج, وقصيدة” أمي” التي تتحدث عن حنين ابن سجين إلى
خبز أمه وقهوة أمه ,

" كانت اعترافا بسيطا لشاعر يكتب عن حبه لامه, لكنها أصبحت أغنية جماعية,
عملي كله شبيه بهذا, أنا لا اقرر تمثيل أي شيء إلا ذاتي, غير أن تلك الذات
مليئة بالذاكرة الجماعية ”.

وحسب سعيد, عرفت قصائد درويش الكفاحية المبكرة الوجود الفلسطيني, معيدة
التأكيد على الهوية بعد شتات 1948, كان الأول في موجة من الشعراء الذين
كتبوا داخل إسرائيل عندما كانت جولدا مائير تصر قائلة
" لا يوجد فلسطينيون” وتزامن ظهور شعر درويش الغنائي مع ولادة الحركة
الفلسطينية بعد الهزيمة العربية في حرب الأيام الستة سنة 1967, ورغم ذلك,
نفر دائما أن يمدح من منطلق التضامن, يستذكر زكريا محمد الذي كان طالبا في
الضفة الغربية في نهاية الستينات من القرن الماضي,” كتب مقالة يقول فيها :
نريد منكم الحكم علينا كشعراء, وليس كشعراء مقاومة ”.

وصف درويش الصراع بأنه: "صراع بين ذاكرتين" وتتحدى قصائده المعتقد
الصهيوني المجسد في شعر حاييم بيالك” ارض بلا شعب لشعب بلا ارض” وبينما
يعجب بالشاعر العبري يهودا عامخاي, يقول” طرح شعره تحدياً لي, لأننا نكتب
عن المكان نفسه, يريد استثمار المشهد والتاريخ لصالحة, ويقيمه على هويتي
المدمرة, لذا نتنافس :
من مالك لغة هذه الأرض ؟
من يحبها اكثر ؟
من يكتبها افضل ؟ ”
ويضيف :” يصنع الشعر والجمال السلام دائماً, وحين تقرأ شيئا جميلا تجد
تعايشا, انه يحطم الجدران.. أنا أنسن الساخر دائما, وحتى أنسن الجندي
الإسرائيلي”, الأمر الذي فعله في قصائد من مثل” جندي يحلم بزنابق بيضاء”
التي كتبت بعد حرب 1967 فوراً, ينتقد عديد العرب القصيدة, غير انه يقول :”
سأواصل انسنة حتى العدو.. كان الأستاذ الأول الذي علمني العبرية يهودياً,
كان الحب الأول في حياتي مع فتاة يهودية, كان القاضي الأول الذي زج بي في
السجن امرأة يهودية, ولذا فأنني منذ البداية, لم أرد اليهود أما شياطين أو
ملائكة بل كائنات إنسانية”, وعديد قصائده موجه إلى عشاق يهود, يقول : هذه
القصائد تقف إلى جانب الحب وليس الحرب ”.

منعت عليه الدراسة العليا في إسرائيل, ولذا درس الاقتصاد السياسي في
موسكو ستة 1970, لكنه, متحررا من الوهم, غادرها بعد عام, يقول :
“ بالنسبة لشيوعي شاب, موسكو هي الفاتيكان, لكنني اكتشفت إنها ليست جنة”,
وفي سنة 1971 التحق بصحيفة” الأهرام” اليومية في القاهرة, وقرر أن لا يعود
إلى حيفا, وختم بالشمع على هذا القرار ستة 1973, عندما التحق بمنظمة
التحرير الفلسطينية ومنع من العودة إلى إسرائيل منعا استمر لستة وعشرين
عاما .

هذا وقد أدان عديد الفلسطينيين وزملاء من الحزب الشيوعي درويش على هجرة
إسرائيل,” كان ذاك القرار اصعب قرار اتخذته في حياتي, لعشرة أعوام لم يسمح
لي بمغادرة حيف, وبعد سنة 1967 بقيت قيد الإقامة الجبرية”, ورغم ذلك لا
يزال يشعر بالذنب لأنه ترك .

" كنت صغيرا جدا لأرى التوازن بين وقوفي ضد هذه الظروف أو العثور على سماء
مفتوحة لجناحي الصغيرين شاعرا, أغوتني المغامرة, غير أن الحكم النهائي لا
بد أن يأتي مما فعلته في المنفي”, هل أعطيت اكثر للثقافة الفلسطينية ؟
يقول جميع النقاد أنني لم أضع وقتي ”.
كان منير عكش, محرر القصائد المختارة بالإنجليزية المعنونة : The Adam Of
Two Edens( 2001 ), واحدا من بين عدة نقاد حازمين انتقدوا نجاح درويش”
المبستر” في حيفا, يقول عكش” كانت شهرته متقدمة على شعره ولكنني اكتشفت في
ذلك الحين تململه الفني الرائع, فمع كل ديوان, يفتح مناطق جديدة ”.

ويقول درويش” في الخمسينات ( من القرن العشرين ) آمنا نحن العرب بإمكانية
أن يكون الشعر سلاحاً, وان على القصيدة أن تكون واضحة مباشرة, على الشعر
الاهتمام بالاجتماعي, ولكن علية الاعتناء بنفسه أيضا, بالجماليات.. آمنت أن
افضل شيء في الحياة أن أكون شاعراً, ألان اعرف عذابه, في كل مرة انهي فيها
ديوانا, اشعر انه الأول والأخير ”.

في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت, رئيس تحرير
لمجلة” شؤون فلسطينية”, واصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية
قبل أن يؤسس مجلة” الكرمل” سنة 1981, بحلول سنة 1977 بيع من دواوينه
العربية اكثر من مليون نسخة لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين
سنة 1975 وسنة 1991 ترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة
ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير
الفلسطينية منها ذبح الكتائبيون, حلفاء إسرائيل, اللاجئين الفلسطينيين في
مخيمي صبرا وشتيلا, اصبح درويش” منفيا تائها”, منتقلا من سوريا وقبرص
والقاهرة وتونس إلى باريس, ساخرا بمرارة من قارة عربية
" تنام بسرعة في ظل أنظمة قمعية”, قال :
حلت كرة القدم محل فلسطين في حب العرب .
يقول” حررت نفسي من الأوهام كلها, أصبحت ساخراً, أسأل أسئلة عن الحياة
مطلقة, لا مجال فيها للأيديولوجية القومية”, وخلال 90 يوما في باريس سنة
1985, كتب رائعته النثرية” ذاكرة للنسيان” (1986), وهي أوديسا سيرة ذاتية
على شكل يوميات بيروتية تجري خلال يوم واحد من القصف الإسرائيلي الثقيل في
السادس من آب 1982 – يوم هيروشيما .

يبدو درويش غامضاً بشأن ”حادثة” الزواج: ” يقال لي كنت متزوجاً, لكنني لا
أتذكر التجربة”. قابل رنا قباني (ابنة أخ الشاعر السوري نزار قباني) في
واشنطن سنة 1977 فتزوجا ” لثلاثة أعوام أو أربعة”, غير إنها تركت لتحصل على
شهادة الدكتوراه من جامعة كيمبردج” وكان مستحيلاً الاستمرار". وتزوج لنحو
عام في منتصف ثمانينيات القرن العشرين مترجمة مصرية, حياة ألهيني, يقول: "
لم نصب بأية جراح انفصلنا بسلام, لم أتزوج مرة ثالثة, ولن أتزوج, إنني مدمن
على الوحدة.. لم أشأ أبدا أن يكون لي أولاد, وقد أكون خائفاً من
المسؤولية, ما احتاجه استقرار اكثر, أغير رأيي, أمكنتي, أساليب كتابتي,
الشعر محور حياتي, ما يساعد شعري افعله, وما يضره أتجنبه ”.
ويعترف بفشله في الحب كثيراً, ”احب أن أقع في الحب, السمكة علامة برجي
(الحوت), عواطفي متقلبة, حين ينتهي الحب, أدرك انه لم يكن حباً, الحب لا بد
أن يعاش, لا أن يُتذكر ”.

منفياً في باريس بين سنة 1985 وسنة 1995 راجع درويش أو رفض العديد من
قصائده السياسية المباشرة التي كتبها في مرحلة بيروت والتي كان نموذجها
بابلو نيرودا التشيلي ولوي اراجون, أحد شعراء المقاومة الفرنسية. وكتب أيضا
بعض روائعه : ” أحد عشر كوكباً” سنة 1992 متوالية ”ملحمية غنائية” عن سنة
1492, تاريخ رحلة كولومبوس التي دمرت عالم الأمريكيين الأصليين, وعن طرد
العرب من الأندلس, اللتان تماثلان كلاهما النكبة الفلسطينية, كما يصف
الفلسطينيون خلق إسرائيل سنة 1948 و”لماذا تركت الحصان وحيداً” سنة 1995
"سيرته الذاتية شعريا"ً .

وما أن اصبح شعره الناضج غير مباشر اكثر, ملمحاً لأساطير متنوعة, شعر
درويش بتوتر علاقته مع جمهور متلقيه, يقول عكش, ” بدأ الجمهور يشعر انه
أصبح غير مخلص قليلاً لقضيته, غير انه ناضل ليحملهم معه”, وعند درويش” اكبر
إنجاز في حياتي كسب ثقة المتلقين, تشاجرنا من قبل: كلمات غيرت أسلوبي,
صدموا أرادوا سماع القصائد القديمة, الآن يتوقعون مني التغيير, يطلبون أن
لا أعطي أجوبة بل أن اطرح مزيداً من الأسئلة ".

انتخب للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1987, لكنه رأى
دوره رمزياً (“ لم اكن أبداً رجل سياسة” ) وحسب وزير الثقافة الفلسطيني في
رام الله, ياسر عبد ربه,” انه ليس فناناً منعزلاً”, يتابع الحياة السياسية,
ويحاجج ضد المواقف المتطرفة”. هذا وقد كتب درويش إعلان الجزائر,” إعلان
الدولة الفلسطينية”, سنة 1988, عندما قبلت منظمة التحرير الفلسطينية
التعايش مع إسرائيل في حل يقضي بدولتين. صادق رئيس منظمة التحرير
الفلسطينية, ياسر عرفات, في القاهرة سنة 1971, و قال عرفات : أستطيع شم
عبير الوطن فيك، لكنه رفض عرضه بتنصيبه وزيراً للثقافة .

استقال درويش من اللجنة التنفيذية في اليوم التالي لتوقيع اتفاقية أوسلو
سنة 1993 – المرحلة الأولى من إقامة سلطة فلسطينية حاكمة – قائلاً ” استيقظ
الفلسطينيون ليجدوا أنفسهم بلا ماض”, رأى صدوعاً في الاتفاقيات وقال إنها
لن تنجح, والأرجح أن تصعد الصراع بدلاً من إنتاج دولة فلسطينية قابله
للحياة أو سلام دائم, ويقول عبد ربه :" كان متشككا بأوسلو, ويؤسفني القول
أن حكمه ثبتت صحته ”.

سمحت اتفاقيات أوسلو لدرويش الانتقال إلى سلطة” الحكم الذاتي” الفلسطينية
الجديدة,” صدمتني غزة – لم يكن فيها أي شيء حتى ولا طرق معبدة”, لديه منزل
في العصمة الأردنية عمان – بوابة إلى العالم الخارجي – لكنه استقر في رام
الله سنة 1996, ورغم ذلك يقول انه لا يزال في المنفى,” المنفى ليس حالا
جغرافية, احمله معي أينما كنت, كما احمل وطني”, اصبح وطنه لغة,” بلدا من
الكلمات ”.
قابل رجا شحاده, وهو محامي فلسطيني يسكن جوار رام الله, درويش في باريس .
يقول :” بدا مغرماً بالأشياء الناعمة – بالمعيشة الراقية والطعام الجيد
ومما يحسب لصالحه انه جاء إلى هنا”, ويقول درويش الذي يعيش من الصحافة
والتحرير وبالمثل من بيعات شعره : سأبقى إلى أن تتحرر فلسطين في اليوم
اللاحق لحصول الفلسطينيين على دولة مستقلة, لدى الحق بالمغادرة, لكن ليس
قبل ذلك ”.
ولقي درويش الذي دافع دوماً عن الحوار مع الإسرائيليين تعاطفاً مع
إسرائيل أحيانا باعتباره معتدلاً, ولكن حتى أصدقاءه اليساريين هناك أحرجوا
لقصيدة أضرت بسمعته .
" عابرون في كلام عابر” التي كتبها في بداية الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال
العسكري التي استمرت من 1987 – 1993 كتب يقول : آن أن تنصرفوا وتموتوا
أينما شئتم / ولكن لا تقيموا بيننا / آن أن تنصرفوا وتموتوا أينما شئتم /
ولكن لا تموتوا بيننا ”.

اقتطف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق, اسحق شامير, القصيدة غاضباً في
الكنيست, برلمان إسرائيل : لا يؤثر درويش القصيدة فهي "غاضبة جداً
ومباشرة” ولكنه قال إنها موجهه إلى الجنود الإسرائيليين:”ما زلت أقول أن
على إسرائيل الخروج من الأراضي المحتلة, ولكنهم اعتبروها دليلاً على أن
الفلسطينيين يريدون إلقاء اليهود في البحر, إذا اعتبروا وجودهم مشروطاً
بالاحتلال فانهم يتهمون أنفسهم ”.
هذا وقد خفف الحظر المفروض على زيارة درويش إسرائيل في شهر كانون الثاني
1999 وسمح له بزيارة أمه وأقاربه الذين لا يزالون يعيشون في قرى قرب حيفا,
غير أن دخوله منع منذ انطلاقة انتفاضة الأقصى, أو الانتفاضة التي انفجرت في
شهر أيلول سنة 2000 عندما دخلت أمه المستشفى لسرطان في معدتها, حاول
زيارتها ” لكنهم اتصلوا بالمستشفى وتحققوا إنها لن تموت, ولذا رفضوا إعطائي
إذنا.” تعافت لكنه لم يرها لعامين .

أصيب درويش بنوبة قلبية وأجريت له عملية لإنقاذ حياته سنة 1984, وعملية
جراحية قلبية أخرى سنة 1998. أثناء عمليته الجراحية الأولى يقول:” توقف
قلبي لدقيقتين, أعطوني صدمة كهربائية, ولكنني قبل ذلك رأيت نفسي اسبح فوق
غيوم بيضاء, تذكرت طفولتي كلها, استسلمت للموت وشعرت بالألم فقط عندما عدت
إلى الحياة ”.

ولكن في المرة الثانية, كان قتالا, ” رأيت نفسي في سجن, وكان الأطباء
رجال شرطة يعذبونني, أنا لا أخشى الموت ألان, اكتشفت أمرا أصعب من الموت:
فكرة الخلود، أن تكون خالدا هو العذاب الحقيقي, ليست لدي مطالب شخصية من
الحياة لأنني أعيش على زمان مستعار, ليست لدي أحلام كبيرة. إنني مكرس
لكتابة ما علي كتابته قبل أن اذهب إلى نهايتي ”.

وجب عليه التوقف عن التدخين وان يشرب اقل من القهوة التي يحبها, ويسافر
اقل. يقول: ” شهوتي للحياة اقل, أحاول التمتع بكل دقيقة, ولكن بطرق بسيطة
جداً, شرب كأس من النبيذ الجيد مع الأصدقاء, التمتع بالطبيعة, مراقبة قطط
الحارة, استمتع بشكل افضل, كنت أتحدث, غير أنني أصبحت حكيماً ”.

في ”جدارية 2000” يمعن رجل مريض جداً التفكير بالموت وبفناء الحضارات في
عز انتفاضة الأقصى, وفي هذه الجدارية يظهر محمد الدرة, الطفل الذي يبلغ من
العمر 12 عاماً ومن إطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه ومات بين ذراعي
والده كمسيح صغير, ويؤكد درويش الذي يتضمن شعره رمزية توراتية مسيحية
ويهودية على موروث له مزدوج ” ليست لدي هوية ثقافية عربية خالصة, أنا نتيجة
مزيج حضارات ماضي فلسطين, لا احتكر التاريخ والذاكرة والرب, كما يريد
الإسرائيليون أن يفعلوا, انهم يضعون الماضي في ساحة المعركة.” أما وقد غدا ”
أكثر حكمة واكبر” مما كان عليه حين نهض لأول مرة لمواجهة التحدي, يقول :”
لا احب أن نتقاتل على الماضي, ولندع كل واحد يروي سرده كما يشاء, ولندع
السردين يجريان حواراً, وسوف يبتسم التاريخ ”.

وحسب رأي الشاعر زكريا محمد, تسعى قصائد درويش المتأخرة إلى بناء سفر
تكوين للفلسطينيين : ” كلها تبدأ : كان شعب وكان ارض...” ومجمل شعره حوار
بينه وبين الإسرائيليين للعثورعلى نقطة يستطيعون التصالح عندها .”

في شهر آذار سنة 2000 تورط درويش في” حروب إسرائيل الثقافية” عندما أعلن
وزير التربية يوسي ساريد أن خمساً من قصائده ستكون جزءا من مناهج مدرسي
متعدد الثقافة – في بلد 19 بالمائة من سكانه الإسرائيليين فلسطينيون وترعرع
عديد يهوده أو والديهم في العالم العربي, ثار صخب, قال عضو الكنيست
اليميني المتطرف بني آلون ” فقط مجتمع يريد الانتحار يضع” شعر درويش” في
منهاجه الدراسي ”.
وقد نجا رئيس وزراء إسرائيل آنذاك, أيهود باراك، من تصويت لطرح الثقة
قائلاً:” أن إسرائيل غير مهيأة لهذا الشعر” ويقول درويش,” يدرسون الطلاب أن
البلاد كانت فارغة. وإذا درسوا الشعراء الفلسطينيين, فسوف تتحطم هذه
المعرفة." معظم شعري عن حبي لبلدي, مؤخراً ترجمت عدة دواوين من شعره إلى
العبرية, ورغم ذلك, يظل وضعه في إسرائيل أسيرا للمناخ السياسي. طالبت
الصفحات الأدبية في الصحف باستمرار بترجمة قصائده,” إلا أن كل شيء توقف مع
انتفاضة الأقصى” كما يقول تساسون سوميخ .

يقول درويش, ” لدى إسرائيل فرصة جيدة لتعيش بسلام. رغم الظلمة, أري بعض
الضوء” ولكن شارون, كما يعتقد يريد جر الصراع ” إلى المربع الأول, وكأنما
لم توجد عملية سلام. إنها حرب لأجل الحرب, وليس الصراع صراعاً بين وجودين,
كما تحب الحكومة الإسرائيلية تصوير الأمر ”.
وكان ديوان ” سرير الغريبة” 1998، كما يقول, أول كتاب له مكرس للحب
كلياً, ورغم ذلك, حتى القدرة على الحب ” شكل من أشكال المقاومة: يفترض أن
نكون نحن الفلسطينيين مكرسين لموضوع واحد – تحرير فلسطين, هذا سجن, نحن
بشر, نحب، نخاف الموت, نتمتع بأول زهور الربيع, لذا فالتعبير عن هذا مقاومة
لان يكون موضوعنا مملا علينا, إذا كتبت قصائد حب فأنني أقاوم الظروف التي
لا تسمح لي بكتابة قصائد الحب .”

وقد صدم قراؤه لما رآه البعض تخليا عن القضية, أحد الأصدقاء الإسرائيليين
الفلسطينيين, المؤلف انطون شماس, رأى في الديوان” رسالة تحد كئيبة : إلى
الجحيم بفلسطين, وأنا الآن على عاتقي." ورغم ذلك يروي شعر درويش وحضوره في
رام الله المحاصرة قصة مختلفة يقول: ” أنتظر اللحظة التي أستطيع فيها
القول: إلى الجحيم بفلسطين. ولكن ذاك لن يحصل قبل أن تصبح فلسطين حرة, لا
أستطيع تحقيق حريتي الشخصية قبل حرية بلدي. عندما تكون حرة, أستطيع لعنها

”.
حوار محمود درويش مع
الفضائية اللبنانية ... رصد وتحرير محمود الظاهر .









سيـرة حياة الشاعر محمود درويش Filemanager

حواره المطول ضمن برنامج " حوار العمر " الذي بثه تلفزيون ال " ل بي سي "
اللبناني تطرق الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش إلى الكثير من مفاصل
تجربته الشعرية والنضالية والسياسية, وقد كان في إجاباته على المفصل


السياسي من هذا الحوار, وارتباط شعره بهذا المفصل توهج ووعي لا التحليلات
السياسية السائدة التي لا تعرف الآخر ولا تعيه, لذلك كان لا بد من رصد هذا
الحوار السياسي الهام, وتقديمه لقراء الدستور باعتباره وثيقة واعية من مبدع
كبير قادر على إيصال خطابه إلى مختلف فئات المجتمع العربي.
سؤال الحرية.. سؤال الجمال...
احب أن أبقى مستمراً في اسر نفسي في سؤال الحرية وسؤال الإبداع الذي يثبت
الأرض في اللغة ويجعل المنفى نمطيا, حين يجعل الوطن مكاناً لتفتح حق الناس
في الإبداع, وفي الفرح بالحياة والدفاع عن كرامتهم, ونحن نؤسس جميع مشروعا
جماليا لا يهدف إلى اكثر من دعم فكرة أن بوسع الجمال أن ينقذ العالم وينقذ
الفرد.
سؤال الشعر.. سؤال الإنجاز
أنا انزعج من شيء واحد, أن تعرف بطاقتي الشعرية بالبعد السياسي فقط, منذ
أربعين عاما وما زلت أعاني من ملاحقة قصيدة معينة, من جهة أخرى فأنا لا
أستطيع أن امنع الناس من امتلاك نصهم الشعري الخاص بهم, لام القصيدة عندما
تكتب تصبح ملك القارئ الذي يعيد كتابتها من خلال التعامل معها, وأي نص غير
مقروء هو نص ميت فإذا كان القراء يجدون أنفسهم أو حنينهم أو صلابتهم
الذاتية في نصوص لا احبها كثيراً, فليس من حقي أن اعتدي على هذه العلاقة,
مع أن الشاعر يتمتع بأنانية أن يجر الناس إلى احدث إنجازاته في الشكل أو
التعبير أو في البنية الشعرية الجديدة فأنا قد تدربت عن الكف عن الشكوى.
سؤال الجمال.. سؤال الأخلاق
أخاف من شعري وعلى شعري, أخاف من شعري انه قد يغريني بالعثور على تعويض عما
هو خارج الشعر, وقد يؤسس لي عالمي المتخيل الذي تمكنت من بنائه وفقا
لقائمة متطلباتي ورغباتي وحريتي, وبالتالي قد يصبح البحث عن جماليات الشعر
ذا نزعة غير إنسانية أحياناً بمعنى أن هناك شعر ضميري, كيف نحول هذا الضمير
إلى جماليات, هذا سؤال أخلاقي مطروح على أي شاعر يحدق في المسألة, أخاف من
شعري أيضا أن ينمطني بأن يخلق لي صورة تعيق التواصل الإنساني العادي بيني
وبين الآخرين, لان شخصية شعري ربما تكون غير مماثلة تماماً لشخصيتي
العادية, فأحيانا يتعامل معي الناس على أساس أنني شاعر على طول الخط اكتب
الشعر على مدى أربع وعشرين ساعة, مع إنني أحيانا لا اكتب أربعاً وعشرين
ساعة في العالم صحيح أنني شاعر, لكن بقية حياتي عادية فيها الضعف وفيها
القوة وفيها المشاعر الإنسانية والمتطلبات العادية, وقد يشكل سلوكي العادي
صدمة أمام من لا يجد تفريقاً بين الشاعر وبين الناس فمسألة تخلق للشاعر
صورة ليست قريبة من الحقيقة.
الشعر حالة والشاعر يتغير ويغير نفسه, يتعذب ويفرح, فصورة الشاعر عند العرب
بشكل خاص ما زالت منزهة عن أي سلوك يؤذيها, هذا هو خوفي من الشعر, أما
خوفي على الشعر فهو خوف من نضوب الشعر, فنحن معشر الشعراء داخلون في مخاطرة
لا ضمانات على الاستمرارية, ولا ضمانات للنجاح, وأنا أتحدث عن نفسي فأقول
أنني في كل مرة اكتب فيها قصيدة, اذهب للكتابة كأنني أتعلم كتابة الشعر
لأول مرة, وفي كل مرة اعتبر نفسي أنني أكتب القصة الأخيرة, إذن هناك دائماً
توتر وقلق وصراع مع مجهول, ومع طاقة غير مسيطر عليها, إذن هناك مغامرة
دائمة, وخوف دائم من الشعر وعلية.
سؤال الشعر.. سؤل الحلم
الحلم لا ينتهي, ولكن هناك حالات نمر بها, يكون فيها الشعر مهدداً, إذن كيف
نحتفظ بقدرتنا على الحلم, صحيح أن الشعر حلم, وأنا يعجبني تعبير لأحد
الشعراء الإيطاليين يقول فيه :
" الشعر حلم يحلم في حضور العقل " فالشعر ملازم طبعاً للهم الإنساني, مدى
قياس حرية الشخص يرتبط بمدى قدرته على أن يحلم دون أن يكون هو نفسه رقيباً
على أحلامه, نحن نعيش في مناطق متوترة ومتأزمة أصبحنا فيها رقباء على
أنفسنا, فكثرة التعامل مع الرقابة والإدمان عليها قد تحول الشخص إلى رقيب
على نفسه, لكن في الشعر يبدو أن الإحساس بوجود الرقيب قد يطور جماليات
الشعر, وأنا في رأيي إن أي قصيدة يفهمها الرقيب ويمنعها يكون العيب في
القصيدة وليس في الرقيب, على القصيدة أن تكون أذكى واكثر جمالية وأكثر حرية
ملتبسة على فهم الرقيب المباشر لها, فالشعر الجميل والشعر الحقيقي هو الذي
يعتمد على حركة المعنى وليس المحدد, والذي يتناول الأشياء تناول غير
مباشر, يستعصي على الرقيب, وربما يحبب الرقيب بالعمل.
الشعر الذي يقول رسالة واضحة ومحددة يكون مفتقراً إلى شروط جمالية أساسية.
سؤال أوسلو.. سؤال مدريد
سؤال الخيارات من اصعب الأسئلة التي قد يوجهها الأخ ياسر عرفات إلى نفسه,
صورة الوضع الإقليمي والدولي عشية أوسلو, وصورة محبطة وسوداء, تركت العرب
دون خيارات, خيارات حُره, ودون قدرة على صياغة مشروع عربي واحد للسلام,
وتحديد استراتيجية عربية للسلام, طبعاً هناك مشاريع عربية للسلام ولمن لم
يلتزموا بها ولم يذهبوا للسلام معاً.
صيغة مدريد, كانت سياسياً معقولة, ناتجة عن الظرف الإقليمي الجديد, ولكن
إذا كان لعرفات خيار أو آخر في اتفاق أوسلو, فإن من المتحفظين عن القول أن
طريق مدريد توصل أوتوماتيكياً إلى أوسلو, ولا شارك بعض الاخوة الفلسطينيين
المدافعين عن أوسلو, بأن مدريد هي الأب الشرعي لأوسلو, بالعكس إن أوسلو
بعثرت إمكانيات محتمله كانت في صيغة مدريد, أنا اعرف انه كان في موقف صعب,
فأنا اعرف إن أزمة منظمة التحرير وأزمة رئيسها الأخ ياسر عرفات كانت أزمة
معلنة, لكن هل هذه الأزمة كان ينبغي للقيادة السياسية أن تحلها عن طريق
أوسلو؟ قد نقول إن أوسلو قد حلت مشكلة تتعلق بمنظمة ولكنها لم تحل مشكلة
الشعب الفلسطيني, وأنا اعتقد أن الأولوية في الاهتمام السياسي, المشروع
السياسي, هي الشعب وليس أداة التعبير عن مشكلة الشعب, فلذا قد تكون أوسلو
حلاً ما للمأزق التنظيمي والإداري والسياسي للقيادة السياسية ولكنها لم تحل
مشكلة الشعب الفلسطيني, اللازمة قائمة حتى الآن حتى بعد اتفاقية أوسلو,
وكنت أنا من الذين يعتقدون رغم كل نقدي لنص أوسلو, أن الواقع الفلسطيني في
ظروفه الجديدة المليئة بالزخم والحيوية وحركة المجتمع, قد يجري تعديلاً
لمصلحة الشعب الفلسطيني, أو أن القراءة الفلسطينية للاتفاق على مستوى
التطبيق والأداء والإدارة والعناد في الوضع التفاوضي قد تجري تعديلاً ولكن
للأسف الشديد أن الواقع أيضا يطابق إلى حد ما الجوانب السلبية للاتفاق
نفسه, علماً أن المجتمع الفلسطيني في مأزق وليس فقط القيادة, فالأفاق تبدو
الآن مغلقة والمستقبل شديد الغموض والماضي, بعيداً جداً والحاضر محموم معبأ
بمشروع غيتوهات, فالمأزق أكبر مما هو معلن, والمأزق لا يمس الآن القيادة
السياسية فقط, بل يمس أيضا طموحات المجتمع وقدرته على إيجاد خيارات نضالية
للخروج من هذا المأزق, وفي إدارة الصراع الذي ما زال مستمراً بين الاحتلال
وبين المجتمع الواقع تحت الاحتلال, فاخطر ما في الموضوع أن بعد هذه سنوات
من التجريب أن السلام ما زال بعيداً, وربما ما زال ابعد, واخطر شيء يتعرض
له السلام الآن ليس فقط أن العملية مهددة, أنا برأيي أن العملية, غير
مهددة, العملية ستواصل التحرك الخالي من المحتوى, إلى أمد بعيد, وتجري
مفاوضات واجتماعات ولقاءات, ولكن كل هذه اللقاءات ستكون خالية من المضمون,
اخطر ما يتعرض له السلام هو أن فكرة السلام نفسها كمصلحة وطنية وكقيمة أيضا
هي المهددة بالاغتيال.
سؤال الشعب.. سؤال المنظمة
فيما يتعلق بان الشعب الفلسطيني والمنظمة شيء واحد, هذا تشخيص غير دقيق,
منظمة التحرير هي أحد الانجازات الكبرى للشعب الفلسطيني, يعني هي ليست أكثر
من الممثل والمعبر عن مشروع الشعب الفلسطيني في العودة وفي الاستقلال,
وكانت في مرحلة ما هي عنوان البحث عن حل للقضية الفلسطينية, والبحث عن
مخرج, لأنه لا يمكن لمجتمع أن يصل إلى حل دون أن يكون له معبأ سياسياً
وممثلاً سياسياً ولكن هذه الأداة السياسية ليست جامدة وليست نهائية, بل
يمكن أن تتكيف وتتغير وتجري عليها تعديلات, فأنا لا اطعن بشرعية منظمة
التحرير الفلسطينية, ولكن لا أقبل القول أن الشعب والمنظمة هما شيء واحد.
لان المنظمة هي إنتاج هذا الشعب في ظروف سياسية معينة, والشعب هو الذي يحدد
وله حق الرقابة على مصداقية أداته السياسية وعلى الحكم عليها, وبالتالي
فان الأساس هو الشعب والمنظمة هي الأداة, في هذا الموضوع ماذا حصل, حصل أن
المنظمة قد تكون حلت مشكلة التمثيل السياسي للفلسطينيين, ولكنها لم تحل
مشكلة المجتمع الفلسطيني.
هذا هو الرد على الشق الأول, أما الشق الثاني, كما قلت أن من السابق
لأوانه, ومن الصعب الحكم عن مدى امتلاك ياسر عرفات لحرية الخيارات, هذا
الموضوع سيبحثه المؤرخون, ولكن قبل أن يبحثه المؤرخون, الواقع الظاهر يقدم
إجابات على هذا السؤال, فالواقع الراهن لم يتقدم.
سؤال السلام.. سؤال الوجود
الشعب الفلسطيني موجود على أرضه, ولو لم يكن الشعب الفلسطيني موجوداً على
أرضه, لما اضطرت إسرائيل إلى البحث عن صيغة للسلام مع هذا الشعب, الشعب
موجود, وأوسلو لم يأتي بالفلسطينيين من الشتات إلى الوطن, الشعب الفلسطيني
موجود, وفي أي نظره لما يحصل ألان, علينا أن لا ننسى أن وجود الشعب
الفلسطيني على أرضه هو الذي جعل حتى أوسلو ممكنة, لو لم يكن الشعب
الفلسطيني على الأرض الفلسطينية, ولو كانت الأرض الفلسطينية خالية من الشعب
الفلسطيني كما رأت الصهيونية منذ مدة طويلة
لما جرى اتفاق مع أي شبح, أنا لا أستطيع إن اعدد كل المزايا التي يحددها
المترافعون عن أوسلو و التي تقول أن أوسلو ثبتت الشعب الفلسطيني, لكنني
أقول أن الإسرائيليين يعترفون الآن بحقيقة سياسية وبواقع سياسي
للفلسطينيين, ولكن من المفارقات العجيبة أن اتفاقية أوسلو المجحفة والتي
تحتاج لتعديل مصلحة الشعب الفلسطيني, لا تنال رضى الإسرائيليين, ويريدون أن
يتجاوزوها, لان المجتمع الإسرائيلي كما عبر عن نفسه في الانتخابات الأخيرة
باختياره نتنياهو ولمجموعة المتطرفين الذين يعيشون خارج التاريخ, هذا
المجتمع أعلن بهذه الانتخابات انه غير ناضج حقيقة للسلام, بل حتى لو كان
هنا نضوج للسلام, فأنه متردد تجاه هذه الخيارات, ومع ذلك علينا أن نرى صورة
أخرى, وهي أن المجتمع الإسرائيلي منقسم على نفسه تجاه نفسه هذه
المسألة,ولا ننسى إن كل تراث ما يجري الآن, هذا الاتفاق وهذه الصيغة, وهذه
التحليلات, وهذه التجزئة للمناطق إلى أقفاص, وكسر والوحدة الجغرافية للأرض,
وكسر وحدة الشعب الفلسطيني وتوزيعه إلي أصناف ومجموعات اثنيه غير مشتركة
في مشروع واحد, كان من إنتاج ومن كتابة حزب العمل
سؤال التجربة.. سؤال الانتفاضة
الشعب الفلسطيني طيلة تجربته الوطنية الطويلة, برهن انه غير قابل للإفناء
بعد الآن, يعني في معركة البقاء الجسدي والسياسي والثقافي, تمكن الشعب
الفلسطيني من أن يتجاوز خطر الإبادة, الآن كيف يعبر الشعب الفلسطيني عن
رفضه هذه المشكلة سيلان تواجه الشعب الفلسطيني.
المسألة الثانية ما المشروع الفلسطيني الذي يوحد الفلسطينيين الآن, في
مرحلة تجريبية, دخلناها دون أدوات ومنطلقة من إدراك أن مصلحة إسرائيل في
السلام معنا, تعادل مصلحتنا في السلام ؟
الواقع أن مصلحة إسرائيل ليست في إقامة سلام حقيقي مع الفلسطينيين, إنما
مصلحتها هي إرضاء الفلسطينيين بحل ما, من اجل أن تذهب إلى المصلحة الأساسية
وهي إقامة علاقات طبيعية مع العالم العربي, فإذن لو أدركنا بانتباه اكثر
وبثقة اكبر, مدى حاجة إسرائيل للسلام مع الفلسطينيين فربما حصلنا على شروط
افضل, ولكن كل ما نقوله ألان, متأخر الواقع موجود والمأزق موجود, وهناك حتى
الآن ما يجمع السلطة مع المجتمع هو أن كليهما خاضع أو ربما نقول تحت
الاحتلال, إذن في محاكمة السلطة هناك ضرورة للتمييز بين شيئين, في المشروع
الوطني ما زالت السلطة الفلسطينية تحمل مشروع الخلاص من الاحتلال وبناء
الاستقلال الفلسطيني, إذن على مستوى القضية الوطنية, المجتمع والسلطة يقفان
في خندق واحد ضد الاحتلال, أما في محاكمة السلطة الوطنية على المستوى
الأداء الداخلي وعلى المستوى الإدارة, وعلى السؤال الديموقراطي, فهناك
تمييز بين المجتمع وبين السلطة.
سؤال الموقف.. سؤال الضمير
علاقتي بالأخ أبو عمار لم يمسها أي سوء ؟ ليس خلافاً شخصياً, لنل قدمت
مرافعتي في نقد أوسلو, ولكي أكون دقيقاً مع المشاهدين, بعد كل النقد الذي
قدمته, قلت إنني لا أستطيع أن اقبل هذا الاتفاق, كما لا أستطيع أن ارفضه,
لان ضميري لا يتحمل صواب الإجابة أو صواب تقديم إجابة نهائياً, حول هذه
المخاطرة سميت هذا الاتفاق مخاطره تاريخية, لذلك بعد أن اقر هذا الاتفاق من
المؤسسات الرسمية, اصبح هناك واقع, دعوات إلى التعامل مع المجتمع
الفلسطيني, بغض النظر عن هذا الاتفاق, لأننا لا نستطيع أن نبقى بعيدين عما
يجري هناك مكتفين براحة ضمير, نقول أننا لا نوافق على ذلك, هناك شيء موضعي
يجري, هناك شيء جديد يجري, هناك مجتمع رحب بوعد انتهاء الاحتلال وهناك فرح
عام شاهدناه جميعاً على شاشات التلفزيون على الأقل, وقد قلت في إحدى
مقابلاتي إنني أتفهم فرح الفلسطيني عندما يرى الاحتلال يخرج من غرفة نومه,
ولكن الاحتلال ما زال في الصالون, ومازال يحاصر الحديقة, وما زال يحمل
مفتاح الباب, هذا هو الفرح فرح إنساني ومشروع, واصبح الناس يشعرون بآمن
وأمان اكثر, ولكن على مستوى المشروع الوطني الكبير,
هناك أسئلة جديدة تطرح علينا ومأزق حقيقي لا يهدد. فقط الوضع الفلسطيني, بل
يهدد الوضع الإسرائيلي نفسه, هناك الصراع الإسرائيلي الداخلي أيضا حول هذه
المسألة, يجب أن يعنينا, ويجب أن نصغي إليه جيداً.
سؤال الوعي.. سؤال التطبيع
سؤال التطبيع سؤال دارج وشائع وشائك, يؤرقنا جميعا, ولست وحدك من تساوره
شكوك الإجابة, وأيضا تساوره شكوك الخروج من وعي العدو وتحويله إلى خصم, أو
وعي التعايش مع هذا العدو, ومن حق قانا أن تصعب عليك السؤال وتصعب علينا
جميعاً هذا السؤال, أنت تعرف أن قانا قد آثارها السياسي نسبياً لأنها أسقطت
من العرض الإسرائيلي أبطاله, فيما يتعلق بالتطبيع, أنا أريد أن تميز بين
ثلاثة مفاهيم في هذا الموضوع, هناك أولا المعرفة, معرفة الآخر هي مسألة
ثقافية, ولا نستطيع أن ننجو منها, ونحن في حاجة إليها, نحن في حاجة إلى
معرفة الآخر, ليس فقط لنطور معرفتنا بالذات, كما يقول السؤال الفلسفي, ولكي
نعرف كيف نصالح الآخر, أو كيف نكافح الآخر, يعني سواء كان خيارنا سلمياً,
أو خياراً صراعياً علينا أن نعرف أننا لا نقاتل أشباحا ولا نصالح أشباحا,
فهذه مسألة ثقافية, لا اعتقد أن هناك جدلاً فكرياً بشأنها.
المفهوم الساخر هو الحوار, الحوار برأيي هو شأن شخصي, اعتبره خياراً
شخصياً, من حق أي كاتب فينا, أن يصافح أو لا يصافح كاتباً إسرائيليا آخر
على المستوى الشخصي, أنا من الأشخاص الذين لا يجدون صعوبة على المستوى
الشخصي في رفض الكلام مع كاتب إسرائيلي, وذلك لأمور تتعلق بتربيتي وبنشأتي,
ذلك لأنني كنت أعيش في هذا المجتمع ولي صداقات مع هذا المجتمع, فأنا لا
أستطيع أن اعتبر الحوار مع كاتب إسرائيلي هو موافقة على سياسة إسرائيلية,
خاصة أن علينا أن نميز بين مواقف الكتاب الإسرائيليين, وانهم ليسوا شيئا
واحدا هناك, كتاب كتبوا عن الانتفاضة افضل مما كتب الفلسطينيون, ديفيد
غروسمان على سبيل المثال هو الذي تعرض للانتفاض الحقيقية في كتاب الزمن
الصفر,
ولم يكتب الفلسطينيون مثل هذا الكتاب, إذن موضوع الحوار مع كاتب هو مسألة
فردية ويجب أن تبقى في النطاق الفردي, ويجب ألا نحولها إلى مطلب عام, لان
الحوار بين الكتابالإسرائيليين والعرب أو الفلسطينيين, حتى يصبح مطلباً
صالحاً للطرح يحتاج إلى ظروف أخرى, والى تحديد أهداف محددة, وليس من اجل أن
نقول أننا انسانيون وأننا منفتحون وإننا متسامحون. وفيما يتعلق بمؤتمر
كوبنهاجن, أنا لا اعتبر اتفاق كوبنهاجن أحد أشكال الحوار بين المثقفين
العرب والإسرائيليين, لأنه لم يكن حوار مثقفين, كان اجتماعا حضره بعض رجال
الأعمال, وبعض العسكريين السابقين وبعض المثقفين, وأنا رأيي إن الضجة التي
أثيرت حوله, مبالغ بها, ولم تم تجاهلها أنسيت, وأنا أريد أن أقول لك شيئاً
آخر وهو أن الصحافة الإسرائيلية لم تذكر اللقاء, وكأنه لا علم لها به.
ولكنني أريد أن أعود إلى موضوع الحوار, فأقول أن أي حوار يخص أفراد ولا
يتحول إلى مطلب عام, وعلينا أيضا أن نميز بين الظروف الخاصة للفلسطينيين
الذين يعيشون على ارض واحدة مع الإسرائيليين, في علاقة صراع وليس في علاقة
تطبيع العلاقة بين المجتمع الفلسطيني والإسرائيليين هي علاقة صراع, وعلى
المثقفين الإسرائيليين أن يعبروا إن أرادوا الحوار عن تضامنهم مع الشعب
الفلسطيني, وان يطوروا في الوعي الإسرائيلي فكرة انه لن يكون مجتمعاً
حراماً ما دام يحتل مجتمعا أخر.
أما فيما يتعلق بالتطبيع فأنا جوابي لا يحتاج إلى أي ديباجة ولا يحتاج إلى
تعقيد أقول بكل صراحة, لا يمكن إقامة علاقات طبيعية بين مجتمع خاضع
للاحتلال, وبين مجتمع محتل والتطبيع الموجود ليس تطبيعاً ثقافياً.
التطبيع الثقافي مصطلح غامض وملتبس, وليس في وسع أحد أن يجر الثقافة إلى
إقامة علاقة مع ثقافة أخرى غير سائدة, إلا بمدى حاجتهم للثقافة إلى أن تجد
نفسها في ثقافة أخرى, فأذن الحوار الذي يجري البحث عنه ليس حواراً حول
الثقافة, انه حوار وتطبيع سياسي موجود وملموس, وهناك اكثر من بلد عربي يقيم
علاقات اقتصادية مع إسرائيل, اعتقد أن مقاطعة التطبيع والدعوة إلى مقاطعة
التطبيع مع إسرائيل, أحد شروط إرغام إسرائيل على أن تفهم السلام بشكل صحيح
لذلك لقول بصوت عال, أنا ضد التطبيع ما دامت أسباب المقاطعة موجودة, وما
دامت إسرائيل تحتل ارض لبنان وارض سوريا وارض فلسطين, إذن أنا أميز بين
المعرفة والحوار والتطبيع, موقف التطبيع موقف صارم وواضح, أقول أن الكلام
عن التطبيع الثقافي هو هروب من بعض المثقفين العرب, ولكن لا شك أن التطبيع
الحقيقي الموجود هو تطبيع سياسي اقتصادي, لان التطبيع على هذا المستوى غير
مفهوم, وغير موجود, و أوشك أن يكون الإسرائيليون معنيين بالتطبيع الثقافي
أو يسألون عنه, هم يريدون أن يبقوا غرباً في الشرق الأوسط, ولا يريدون أن
ينفتحوا على ثقافة الشرق الأوسط, لو ذهب العرب إلى السلام بمشروع عربي
وبتخطيط واحد وبسياسة واحدة, لكان التطبيع يشكل خوفاً على الإسرائيليين,
لان الإسرائيليين لا يريدون أن يندمجوا أو أن يندرجوا في ثقافة المنطقة وهي
ثقافة عربية, انهم يصرون أن يحتفظوا بمركز قوتهم, أي انهم غرب في الشرق.
سؤال الصراع.. سؤال القدس
لا قلب لفلسطين دون القدس, القدس لها عدة أبعاد, أبعاد سماوية, و أبعاد
أرضية و أبعاد حضارية و أبعاد فكرية و أبعاد ثقافية و أبعاد واقعية, اخطر
مما تتعرض له القدس الآن على مستوى التعاطي الرسمي العربي معها, لأنها قد
تتحول إلى موضوع ديني, فإذا حددنا بان الصراع حول القدس بأنه صراع ديني,
فان الحل لهذا الصراع يصبح سهلاً جداً, حيث أعطي المسيحيون والمسلمون
إمكانية الصلوات في كنيسة القيامة وفي المسجد الأقصى, وتبقى القدس تحت
السيادة الإسرائيلية.
لذلك يجب التخلي عن إنزال السماء إلى الأرض قليلاً, وإبقاء الأنبياء في
أماكنهم لأنه يجب ألا يزيد الصراع بين الأنبياء كي لا يوقعنا في صراع
لاهوتي.
يجب أن تكون المدينة مدينة تعدد وتسامح وسلام حقيقي, القدس في المشروع
الإسرائيلي هناك إجماع عليها, وهذا هو ما يجعل المسألة السياسية صعبة من
الإسرائيليين, فلا خلاف بين التيارات السياسية الإسرائيلية حول مدينة
القدس, فكلهم يجمعون على إنها يجب أن تظل عاصمة إسرائيل إلى الأبد, طبعاً
التعامل مع مصطلح إلى " الأبد " هو عبارة عن محاولة للخروج من التاريخ, أو
إخضاع التاريخ والزمن للإرادة الإسرائيلية.
القدس إحدى القضايا الشائكة جداً, ويجب التخلي عن التعاطي معها حسب
المعطيات السابقة, فهذه المدينة فيها شعب وليس فيها أنبياء, فيها شعب
ومجتمع, وهو شعب يهجر ويتعرض لمضايقات ويتحول وجوده إلى غيتو محاصر, وتتوسع
القدس إسرائيليا بحيث يصبح حلها صعباً.
معركة القدس معركة لا تعني الفلسطينيين فقط, بل تعني الآمة العربية وتعني
المسلمين وتعني المسيحيين, هذا هو الجانب الديني الذي يجب أن يستفز حيث انه
يجب ألا يسمح لإسرائيل باحتكار الأرض ولا باحتكار التاريخ ولا باحتكار
الله أيضا, فالله للجميع, التوراة تراث إنساني, وليست لدينا مشكله معها,
المعركة هي حول مشروع سياسي إسرائيلي يريد أن يستخدم سلاح الخرافة وسلاح
الدين وسلاح القوة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
red rose

VIP
VIP
red rose


الدوله : فلسطين
MMS •·.·`¯°·.·• أمل مشرق لغد جديد •·.·°¯`·.·•
السمك تاريخ التسجيل : 13/12/2009
المزاج : جيد
رساله sms : •·.·`¯°·.·• أمل مشرق لغد جديد •·.·°¯`·.·•

سيـرة حياة الشاعر محمود درويش Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيـرة حياة الشاعر محمود درويش   سيـرة حياة الشاعر محمود درويش Emptyالإثنين ديسمبر 21, 2009 2:20 am

شكرا لك حبيب الاقصى شرح كاف ووافي عن حياة هذا الكاتب الكبير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abedalrahman.dameer

المدير العام
المدير العام
abedalrahman.dameer


الدوله : فلسطين
MMS •·.·`¯°·.·• أمل مشرق لغد جديد •·.·°¯`·.·•
اللقب : ابومحمد
نوع الاشراف : مدير عام
الدلو تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رساله sms : •·.·`¯°·.·• أمل مشرق لغد جديد •·.·°¯`·.·•

سيـرة حياة الشاعر محمود درويش Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيـرة حياة الشاعر محمود درويش   سيـرة حياة الشاعر محمود درويش Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 1:43 am

شكرا لك ريد روز على المرور الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
::Not Found::

المدير العام
المدير العام
::Not Found::


MMS •·.·`¯°·.·• أمل مشرق لغد جديد •·.·°¯`·.·•
اللقب : Oxygen
نوع الاشراف : ادارة عامه
الاسد تاريخ التسجيل : 11/12/2009
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : روووووووووووووووش
رساله sms : الداعم الفني
لشبكه و منتديات همس الروح

سيـرة حياة الشاعر محمود درويش Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيـرة حياة الشاعر محمود درويش   سيـرة حياة الشاعر محمود درويش Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 1:50 pm

شكرا لك حبيب على على الموضوع الرائع
دمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسر فلسطين
الاعضاء النشيطين
الاعضاء النشيطين
نسر فلسطين


الاسد تاريخ التسجيل : 14/12/2009

سيـرة حياة الشاعر محمود درويش Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيـرة حياة الشاعر محمود درويش   سيـرة حياة الشاعر محمود درويش Emptyالجمعة يناير 15, 2010 10:33 pm

شكرا لك حبيب على الموضوع الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيـرة حياة الشاعر محمود درويش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محمود درويش
» البروة محمود درويش
» محمود درويش سيرة ذاتية
» وقفة مع محمود درويش في جداريته
» الإسرائيلي يحاكم نفسه.. في شعر "درويش"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديــــات أحــــــــلام ميعثره :: الأقسام الأدبية :: قسم الشاعر الكبير محمود درويش-
انتقل الى: