لرياض ـ وكالات: عاد ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز الى المملكة مساء الجمعة بعد رحلة علاج استمرت 383 يوما.
ووصل الأمير سلطان بصحبة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي لازمه طوال رحلته العلاجية. وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز في مقدم مستقبليه على أرض المطار مع عدد من كبار الأمراء يتقدمهم الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة.
يشار الى ان الأمير سلطان (85 عاما) كان يقضي فترة نقاهة في قصره في أغادير بالمغرب بعدما غادر مستشفى في نيويورك في بداية نيسان (أبريل) الماضي حيث أجريت له عملية جراحية.
ولم تذكر السلطات شيئا عن مرضه، لكن دبلوماسيين قالوا انه يعاني من السرطان.
وعين الأمير سلطان في آب (أغسطس) 2005 وليا للعهد وذلك بعد وفاة الملك فهد. وهو يتولى منذ 47 عاما منصب وزير الدفاع، بالإضافة الى منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
واحتفاء بهذه المناسبة أصدر الملك عبدالله مساء امس أمرا بالعفو عن 'بعض سجناء الحق العام الذين لا يشكلون خطراً على الأمن العام أو النظام'.
وقال الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية 'سيستفيد من هذا العفو الموقوفون والمحكومون في بعض الجرائم البسيطة والمخالفات أو بعض المطالبات الحقوقية التي انتهى فيها الحق الخاص ولم يبق إلا استيفاء الحق العام وليسوا ممن تم إيقافهم أو الحكم عليهم في جرائم كبيرة'.
ومع عودة ولي العهد الامير سلطان، قالت مصادر سعودية انه يتم الاعداد لاعادة ترتيب البيت السعودي. وقال موقع سعودي إنه من المقرر عقد اجتماع يضم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخوته أبناء الملك عبد العزيز عقب عشاء احتفالي بعودة ولي العهد من رحلة العلاج لمناقشة موضوع ولاية العهد ونظام البيعة.
ونسب موقع 'الوكاد' إلى مصادر سياسية لم يسمها ان 'نقاشا موسعا يتم بين أبناء الملك المؤسس ومجلس العائلة وهيئة البيعة في أمور ولاية العهد وتعديل بعض بنود نظام البيعة'.
واشارت المصادر إلى أن الأمير مشعل بن عبد العزيز، كبير العائلة الحاكمة ورئيس هيئة البيعة، عاد منذ أسبوع من رحلة علاجية ليكون على رأس الاجتماع وحضر أبناء الملك المؤسس تلبية لدعوة الملك عبد الله.
ونسب الموقع إلى مصادر أخرى قولها بإمكانية إجراء تعديل حكومي واسع، إلا انه لم يعط أية تفاصيل أخرى.
وكانت مصادر مطلعة ورسمية توقعت قرب تشكيل وزاري جديد عقب عيد الأضحى يعفي ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز من منصبه كوزير للدفاع والطيران والتفتيش العام 'بناء على طلبه' وأن يشمل الإعفاء وزراء آخرين للسبب نفسه.
وتوقعت المصادر أن 'يكون هناك قرار يخص وزارة الدفاع والطيران بحيث يتم تعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز وزيرا للدفاع والطيران'.
وهيئة البيعة تعنى باختيار الملك وولي العهد السعودي من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وتأسست عام 2007.
وجعل نظام البيعة القرار النهائي فيما يخص اختيار ولي العهد بأيدي مجموع الأمراء الأعضاء في الهيئة ( 35 عضوا) فأعطى الملك حق 'ترشيح واحد أو اثنين أو ثلاثة لمنصب ولي العهد'، لكنه أناط بالهيئة حق الموافقة على مرشح الملك أو أحد مرشحيه للمنصب.
وفي حالة عدم إجازة الهيئة لمرشح الملك أو أي منهم، فعليها ترشيح من تراه للمنصب، وفي حالة عدم موافقة الملك على مرشح الهيئة، يحسم أمر اختيار ولي العهد بالتصويت.
وعين الملك عبد الله في اذار (مارس) الماضي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، ليصبح الشخصية الثالثة في النظام بعد ولي العهد الأمير سلطان.
وقد ظل هذا المنصب شاغرا منذ تولي أخيه غير الشقيق الملك عبد الله الحكم في 2005 وتولي شقيقه الأمير سلطان منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
ويتولى العاهل السعودي أيضا منصب رئيس الوزراء.
والأمير نايف من مواليد 1933 ويشغل منصب وزير الداخلية منذ العام 1975 ،وقد تولى في الماضي عدة ملفات بينها ترؤس اللجنة التي وضعت النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق بداية التسعينات من القرن الماضي،كما يرأس حاليا عدة هيئات حكومية.
وكان الديوان الملكي السعودية أعلن في شهر شباط (فبراير) الماضي أن ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز خضع لعملية جراحية ناجحة في نيويورك، وهو يمضي حالياً فترة نقاهة في المغرب.
كما أكد بيان آخر صدر الأربعاء الماضي انه 'أنهى رحلة العلاج'.
والأمير سلطان يبلغ من العمر (85 عاما) وهو الابن الخامس عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، ووالدته هي الأميرة حصة بنت أحمد بن محمد السديري.
وتولى الأمير سلطان في عهد أبيه رئاسة الحرس الملكي في الرياض،وفي عام 1947 عين أميراً على الرياض، وعين عضواً في مجلس الوزراء بعدما تم تعيينه وزيراً للزراعة وذلك في 1953 عند تشكيل أول مجلس للوزراء في السعودية.
وساهم في عملية توطين البدو ومساعدتهم في إقامة مزارع حديثة، ثم عين وزيراً للمواصلات 1955وساهم خلاله في إدخال شبكات المواصلات الحديثة البرية والاتصالات السلكية واللاسلكية، وفي 21 تشرين الأول (أكتوبر) 1962 عين وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام، ولا يزال يتولى مسؤوليته حتى الآن.
وأصدر الملك الراحل فهد بن عبد العزيز في 13 حزيران (يونيو) 1982 أمراً ملكياً بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء،وفي الأول من آب (أغسطس) 2005 أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز أمراً ملكياً بتعيينه ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً.
الرئيسية 
