منتديــــات أحــــــــلام ميعثره

•·.·`¯°·.·• أمــــــل مشــــــــرق لغد جديد •·.·°¯`·.·•
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

اهلا وسهلا بكم في منتديات أحلام مبعثره


 

 حكاوي اسير

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
abedalrahman.dameer

المدير العام
المدير العام
abedalrahman.dameer


الدوله : فلسطين
MMS •·.·`¯°·.·• أمل مشرق لغد جديد •·.·°¯`·.·•
اللقب : ابومحمد
نوع الاشراف : مدير عام
الدلو تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رساله sms : •·.·`¯°·.·• أمل مشرق لغد جديد •·.·°¯`·.·•

حكاوي اسير Empty
مُساهمةموضوع: حكاوي اسير   حكاوي اسير Emptyالإثنين نوفمبر 01, 2010 1:07 pm

غدا الاحد ويعني ذلك انه يوم زيارة الأهل , وعلي ان اعد نفسي لهذه الزيارة التي سأسمع فيها أخبار تهمني جدا ومن ضمنها أن أعرف إن كانا يزيد ويزن الشقيقان التوئم أبناء أخي قد اجتازا إمتحانات الثانوية العامة ام لا .... , لطالما أنت في سجن الجلبوع عليك أن تتوقع كل شيء ... ففي مساء السبت

***********************

1-سجن الجلبوع :- يقع شمال فلسطين المحتله عام 48

***********************

حضر السجان وابلغني انني منقول من السجن في صبيحه الغد الي سجن اخر ورفض إبلاغي عن وجهتي الجديده رغم اصراري على معرفه الي اي سجن سانتقل كي يقوموا الشباب بتبليغ الاهل عبر ذويهمبعد ان رفض السجان الاتصال هاتفيا لابلاغهم بعدم الحضور للزياره ... وهذا يعني انهم سيحضرون و سيعودون دون رأيتي , فعمليات نقل الاسرى تتم في ساعات الصباح الباكره ...



صبيحه الاحد



ودعت الرفقه والاصحاب واخر ما ودعت كان ابن عمي بلال بحيث كانت لحظات فراقه صعبه جدا لانني لم اراه منذ واحد وعشرون عاما و السبب انه كان معتقلا في السابق فمنع عليه بعد التحرر من الاعتقال الاول من زيارتي وهو مصنف ايضا حسب قانون الزيارات انه قرابه من الدرجه الثانيه لا يسمح بدخوله للزياره ... فحّملته اطنانا من السلامات والقبلات الى الاهل والاحبه لأنه كان بانتظار الافراجعنه بعد شهرين ... وخرجت من بوابه القسم الساعة السابعه والنصف صباحا متجها الى سياره السجن ( البوسطه) سائلا رجل (النحشون) السجان عن وجهة سجني الجديد.. اجابني انني ذاهب الى سجن هدريم .. حينها خطر لي ان اقوم بالصراخ لأبلغ الشباب عن مكاني الجديد .. ولكن لن يسعفني صراخي الذي لن يسمعوه .. بدات رحله العذاب في سياره (البوسطه) التي لا يعرف تكوينها لغه غير لغه الحديد والتصفيح وسمفونية النشاز والضجيج المنبعث منها حين التحرك حتى الكراسي لم تكن صديقه للبيئه بل صديقه لنفس الحديد والتصفيح باختلاف واحد انها تحوي على ثقوب صغيرة الحجم وكثيره .. ويمكن لك ان تراها دون ان تنظر اليها حتى بعد نزولك من هذه المصفحه وان تشاهدها رسما قد شق طريقه الى جسدك

***********************



1- سيارة السجن المصفحة التي تنقل الأسرى

2- النحشون :- كلمة عبرية يطلقونها على وحدة متخصصة بنقل الأسرى

***********************



فبدلا من ان اصل سجني الجديد الذي لايبعد في اسوء الاحوال ساعه سفر في هذه المصفحه الا انها اسغرقت سبع ساعات تنقلت بنا بين سجن واخر بحجه انزال اسرى واستقبال اخرين على متن هذه البوسطه وبحجة ان وحدة (النحشون) يريدون تناول وجبة الغداء الذي تستغرق وقتا لا باس به ونحن محرومون من اشعال سيجارة قد سلبوها منا قبل ان نعتلي السياره .. فعلى كل الاحوال علي ان اشغل نفسي في أمرين لأخفف من طول السفر ... الاول منها ان اشبع نظري وذاكرتي من المناظر الخلابه التي حرمت منها .. فالميزه الحسنه في هذه المصفحة انهم تركوا عند تصميمها في اعلى جوانبها نوافذ صغيرة للتنفس وتستطيع هذه النوافذ ان تستوعب حجم العينين ولاكنها لن تمكنني من مشاهدة الاشياء دون ان تنغص علي تلك القضبان الشائكة التي لن تترك لي مساحة مكتمله من الفضاء الواسعوكأنها تقول لي حتى أنا لك بالمرصاد.. فجمال شمال الوطن بخضرته وهرم الكرمل بعد إعتلائه .. وحيفا العائمة في المتوسط من البحر لا يمكن لي ان افوت مثل هذه الفرصة التي ما ندر وتكررت - فأنا لا أعرف متى سأكحل عيني بها مرة اخرى ولا أعرف اين ستكون جهتي القادمة .. أما الأمر ألآخر الذي علي فعله لحرق الوقت وكسـر قالب الملل الذي سيتملكني في هذه الحجره الحديدية ان اتعرف على بعض المرافقين لي في هذه الرحلة المقيته التي نلت من خلالها معرفة إثنين من المناضلين المنقولين أحدهم الي سجني نفحة وأخر الي سجن بئر السبع فقد (دردشت) معهم فترة لا بأس بها وحملتهم بتحياتي الي اصدقائي المتواجدين هناك والذين لم التقيهم منذ فترة طويله .. وبدورهم فعلوا معي نفس الشيء لأصدقائهم المتواجدين في سجن هدريم .. الذي وصلته الساعة الثانية بعد الظهر

***********************



1+2 - سجنين نفحة وبئر السبع :- يقعان جنوب فلسطين المحتله عام 48

3-سجن هدريم : الذي يقع وسط فلسطين المحتله عام 48

***********************



ودعت تلك المناظر وهؤلاء الشباب ودخلت الي سجني الجديد .. فبعد الإجراءات الاعتيادية لأستقبال الأسرى من تفتيش على الجسد وعلى الحقائب والأنتظار فترة طويله في غرفة الانتظار ومن ثم توثيق بعض الأمور الذاتية من قبل الضابط المختص , تم تحويلي الي القسم الذي سأقطن فيه, وحينها كانت الساعة السادسة مساء وهذا وقت متأخر لانه سوف يتم عد الاسرى (إحصائهم) وإغلاق الابواب عليهم حتى صبيحة اليوم التالي .. فاستقبلني على تعجل من كانوا في المكان وساعدوني بحمل حقائبي بجوار زنزانتي الجديده مؤكدين لي ان الوقت متاخر الان وغدا سنراك في باحة القسم التي عجت بالاسرى الذين استقبلوني بالترحاب منهم الاصدقاء وغيرهم الذي لم التقيهم من قبل .. وقد لفتني احد الشباب بدعابته وخفة دمه.. لكني انشغلت حينها مع الاصدقاء في الحديث وأسئلتهمعن اخبار الشباب في سجن الجلبوع .. ولكن سنحت لي اولى الفرص فيما بعد أن اتعرف على هذا الشاب ( أبو جابر ) الذي اصر حينها بعض الحضور من الرفقه التي جمعتنا ان يقص لي احد حكاويه التي ستشير اهتمامي واعجابي ..



اعترض كريم على هذا الطلب وقال رؤوسنا ملئى بالحكايات عدى عن المسلسلات والافلام التي نشاهدها ولن تكون قصه ابو جابر تختلف عن غيرها من القصص فقصصنا " مستهلكه " تسمعها من نفس الشخص او من غيره اكثر من مره .. ( ولونك اليوم سامعها فإنك ستسمعها فيما بعد) .. بحكم أننا في وجوه بعضنا البعض طوال الوقت .. طبعا مع احترامي وتقديري لأبو جابر فهناك موضوع من الجدير الحديث فيه لانه يخص حياتنا .. وقصة ابو جابر يمكن أن نسمعها فيما بعد..



كان ردي قريبا من رد كريم .. فهذا المناضل يقبع منذ خمسة وعشرون عاما خلف القضبان وقد مر عليه الكثير من القصص .. وبماأن (جمعة) الشباب كانت على شرفي وبحضور ابو جابر اخذ جو الجلسة في بدايتها تحت هذا التعارف الجديد طابعا رسميا الأمر الذي دفعني ان اعقب على حديث كريم بشيء من لغه الانضباط والتهذيب مؤكدا ان ذاكرتنا كاسرى تنضج بالقصص المحكيه التي اجترتها ذاكرتنا من فضاء الماضي بحكم تكلس ذاكرة المساحات والأماكن والشخوص عند اول مفترق يعانق جدران السجن لتكدس السنوات الطوال اعباء على حكاوينا وتكبلها بأصداف الحجارة والأسلاك الشائكة ليس هذا الكلام دقيقا..هكذا كان رد ابو أحمد لأن الذي يصادفنا من أحداث قد تكون اركانه ومركباته امرا قد ألفناه والنظره اليه لمن هم خارج السجن تختلف تماما لأنها لا تكرر نفسها أمامهم ..



أكملت قائلا أن أجمل قصه نحب جميعنا استحضارها تلك التي نراها في احلامنا وأن ما اجمل ما يعده سباتنا من رؤى تلك التي تخترق الجدران بكل سلاسه وإنسياب وتنقلنا من أحضان الأغلال وضيق المكان الى الفضاء الواسع الذي لا تمتلئه أجسادنا ولا عقولنا بل يطير بنا حيث شئنا دون أنيعترضنا حراس السجن وكأننا فراشات في فصل ربيعي تنتقل من زهرة الي اخرى ومن حقل الي اخر دون ان تنضج دروبنا اي عوائق ... والله كلامك فيه منه يا أبو الأمير , هكذا قاطع ابو سامر حديثي .. قاطعه أشرف وقال ليس دائما (حلماتي في بره إبتزبط معي مثل فراشات أبو الأمير ).. دائما بتكون مثل الدبابير .. فاحيانا احلم اني اخرج من السجن بس الجيش بيكون لاحقني ...





صحيح كلامك يا اشرف ولاكن بعض الأحيان إبتزبط معي بشوف الأهل وبعض الشباب وبتغدى معهم وبرجع للسجن بعد ما اصحى من حلمتي - هكذا كان رد ابو علاء على أشرف



قاطع اويس مسكتا الجميع بحركة بكلتا اليدين الي الجنب ... بس يا جماعة مثل قصة ابو جابر عمركم لم تسمعو مثلها لا في الأحلام , ولا في أفلام السينما ... معقول!!! قصة ابو جابر تختلف عن باقي قصص هالبشر ... هكذا سخر محمود من كلام أويس ... قال ابو سامر .. أن أفلام السينما مأخوذه من حياة الناس وكتاب هالأفلام لم يهبط عليهم وحي من السماء لتأليفها... تضاربة الأاراء بين الشباب حول ما قيل ورغم ذلك رجعت كفة المصرين على سماع حكاية أبو جابر ... في هذا اللقاء الذي جمعتنا زنزانة واحدة بحيث كان غالب الموجودين يعرفون بعضهم منذ سنوات خلت .. نالو شرف المعرفة في ما بينهم في سجون الاحتلال المختلفة التي التقوا فيها من قبل.. وما الوجه الجديد في هذه الجلسة بالنسبة لي كان اخانا ابو جابر الذي قبل لنا ان يقص لنا حكايته ان تضيع بسمعته بعد ان زجت قسوة الحياة , وتلقي بثقلها عليه وتتهمه بعلاقة غير شرعية او ما يوازيها بهذا المس .. وقبل اصرار بعض الحصور عليه ان يقص حكايته بدأ الجمع المتواجد من الاسرى بالتعريف على نفسه وكأننا لأول مره نلتقي



وكان الامر لا يخص ابو جابر لوحده وانه ليس بضيف الشرف على أقل تقدير من وجهة نظري.. الامر الذي دفعه بقليل من الخجل واحمرار الوجنتين ان يخفي ذلك عبر ضحكاته وقهقهاته ...وتأرجح الجسد من الأعلى الي الأسفل التي رافقها اطلاق الدعابة والنكات السريعة عله يخرج من خجله ويغي روح المرح على جو جمعتنا قاطع أويس تلك المشاكسات مصرا على أبو جابر أن يقص لي الحادثة التي تعرض لها قبل اعتقاله كونها قصة غريبة لم يسمع عنها أبو الأمير من قبل وهي جديرة بالاصغاء لأحداثها المثيرة التي أوقعت أبو جابر في مأزق لا يعلمه إلا الله ... من جانبي أبديت الرضى الكامل أن أسمع القصة وطلبت من أبو جابر أن يبدأ بقصها دون حرج كي يصبح بيننا عيش وقصه -- تعبير للمداعية وهي رديف للعيش والملح



ابو جابر بدأ الكلام مجددا التأكيد أن أصغي السمع وأركز فيما أقول.. لحسن حظي أن غيري من الجميع المتواجد لم يسمعوا بالروايه وهذا الأمر لن يتركني وحدي في دائره الاصغاء لحكايه التي اختلط علي الامر فيها لشده الحاح الغير على سردها لي .. فإستهجنت طلب التدقيق بسماعها وإستغربت إصرار البعض أن يقوم أبو جابر بقص حكايته .. إسترسل أبو جابر بالكلام ... لا تستغرب يا أبا الأمير فبعد أن تسمع قصتي ستعذرني أنت والحاضرين .. طلبه هذا كان مصحوبا بالشاشه والجديه والحسرة والتأفق في أن واحد وهذا ما زاد في شوقي لسماع حكايته اكد له الجمع الكريم بنوع من الدعابة أننا حاضرين يا عم أبو جابر للإمتثال لأوامرك . اعترض أويس على هذا التسلط المرح من قبل أبو جابر قائلا له طز فيك يا زلمه بدك إتذل الجماعة قبل ما اتسمعهم قصة الزير سالم ... بلش فيها وإحكي عن فضايحك يا فاشل وإنت إبتتسكع في شوارع رام الله ...هؤلاء الإثنان ( أويس وأبو جابر ) هم أصدقاء ولكنهم مثل (الديوك) يحاول كل واحد فيهم على سبيل المزاح أن يستفز الأخر ... ورد أبو جابر على أويس - ماشي يا أويس شكله بدك تحرجني مع الجماعة ولسه من إشوية إتعرفنا على أخونا ناصر بلاش يوخذ عنا فكره غلط خلي المركب ساير يا ابو البراء ... حينها أيقنت ان القصة فيها شيء غير طبيعي مثل المساس بشرف عائله أو ما شابه من هذا القبيل ... إندفع الجميع عند كثرة المقاطعات مطالبين نجم الجلسه وضيف الشرف أن يقص الحكاية .....



أشعل أبو جابر سيجارته التي لا تختلف عنه بقصر القامة .... وبدأ محتارا كيف يبدأ وعلامات الخجل قد بدت على محياه ويده مرفوعة نحو الرأس تحكه إسترسل بالكلام قائلا يا شباب- مره اشتريت سيارة تكسي مسروقه بألف وخمسمائه شيكل .. أظن أن المبلغ ليس كثيرا ببلاش تفكرو إني غني ... لأنه في بعض الأيام كانت إتمر علي ولا أملك ثمن علبة دخان .... والله إنك صادق لأنه واضح على خلقتك يا زلمه ... هكذا قاطعه محمود مطالبا منه إكمال القصة ... رغم ذلك اصر ابو جابر أن يؤكد انا انه غير غني قائلا يا جماعة تصديقا لعدم ثرائي مرت على أيام الفلس .. طلبت من أمي ان أدخن فأجابتني ومين مانعك ... فقلت لها أريد ثمن علبة دخان ... فأجابتني بالسلب وأنها لا تملك مثل هذا المبلغ .. فأضطررت أن أتحايل عليها بالتهديد ... فأحضرت بندقية الكلاشنكوف وفتحت الشباك (وطخيت) صلية من الرصاص في الهواء ... وأمام هذا المشهد إضطرت أمي أن تعطيني ثمن علبة السجائر وأن تستر علي فضايحي وأن تجنب الماره من أذى طلقاتي النارية وخصوصا أن بيتنا بجانب المدرسة التي تعج بالطلاب . عند سماع هذه( النهفة) إنطلق جموع الحاضرين بصهيل من الضحك لفت نظر العابرين بقربنا بحيث تيقنوا أن بحضرتنا أبو جابر جوه المألوف لا يمكن له أن يختار بديلا عنه ... فلم يستهينوا ذلك ...بعد أن هدأت تنهيدات الضحك أكمل أبو جابر سرد قصته التي على ما يبدوا لن تنتهي من اكثر المقاطعات والاحداث الجانبية التي تستوقفه ويسردها لنا . أكمل أبو جابر قائلا بعد شرائي السيارة كنت متجها عبرها من بلدتنا كفر نعمه الي رام الله . ولو .. قاطعه أويس لسه ما الحقتش تشتريها رحت فيها على رام الله بعدين مع هالزلمه , سكتوه يا جماعة علشان تخلص القصة على خير .. كان هذا الطلب من أبو جابر بإسكات أويس مقصودا حتى تثور عليه ويتشفى أبو جابر منه . وافقنا رأي أبو جابر وطلبنا بغمزات من العين وهز من الرأس أن يعيرنا أويس سكوته أكمل أبو جابر حديثه . طيب بعد ما اشتريتها واتجهت فيها الي رام الله استوقفتني إحدى الفتيات بإشارة من اليد أن أقف لها - وكان بصحبتها طفلا بسن الأربع سنوات تقريبا سائلة إن كنت على استعداد أن انقلها الي بلدة

(عين عريك) التي لا تبعد كثيرا عن بلدتنا وفي نفس المسار بإتجاه رام الله ... فقلت لها تفضلي سأوصلك إلي حيث شئت .. فدخلت السيارة برفقة الولد ..



سأله محمود .. حلوه يا أبو جابر ؟؟



حلوه بس يا ريتها ما ركبت معي في السيارة ولا وصلتها كان أشرفلي .



سأله محمود شو صار .



تستعجلش جاييلك في الحكي يا (فرع) ... طويل القامه .



المهم بعد وصولي للمكان المحدد لنزولها شكرتني وخرجت من السيارة بالقرب من أحد البيوت وأكملت سفري بأتجاه رام الله ... وبعد مسافة إستغرقت ما يقارب الخمسة دقائق نظرت بالمراة التي تتوسط مقدمة السيارة فوجدت الطفل الذي كان برفقة الصبية نائما على الكرسي الخلفي ... تيقنت حينها أن أمه قد نسيته معي ..الله اكبر .. قاطع ابو سامر حديث أبو جابر , شو هالمره .. شو هالأم اللي إبتنسى إبنها ... , الصحيح كل الإحترام إلها.. ساخرا ومقللا من شأنها .. شايفين شو هالمصايب الي إبتقع على راس أخوك أبو جابر ... لسه هاظ ولا إشي .. والجاي أعظم ... صحب كلامه هذا صليه من القهقهه التي فقدت حينها بوصلة مغزاها .. ثم أكمل ...إستدرت سيارتي رجوعا الي المنطقة التي أنزلت فيها الشابه وتوقفت بنفس المكان بالقرب من البيت الذي نزلت بجواره وخرجت من سيارتي مصطحبا الطفل الي جانبي وقمت بقرع الجرس .. فخرج لي شابا يكبرني سنا وشكلا ... سأل عن طلبي فأجبته بأن إمرأتك قد نسيت ابنكما معي في السيارة ... إستهجن الشاب كلامي .. رادا أنه لا يوجد عندي اولاد قلت له من الممكن ان يكون إبن أختك او إبن أخوك .. في هذه الأثناء خرجت نفس الفتاه من البيت موضحة أن ليس لها أبناء ولا علاقة لها بهذا الولد وهي تضرب الكف على الآخر , وتقول .. شو هالمصيبة اللي جاي تمد فيها علينا بعد حديث الفتاه تعقد الأمر أكثر وشعرت أنني في مأزق وحرج شديد ومصيبة لم أستحضرها بإرادتي ... فسألت الفتاه بنبرة , فيها القليل من علو الصوت ... إعترض زوجها على نبرة صوتي والذي بدوره بدأ بالصراخ طالبا مني ان أخفص صوتي عند الحديث وأن أكون أكثر أدبا .



لم أمتثل لطلبه رادا عليه أنني مؤدبا قبل أن (أشوفك) وبدي أعرف من زوجتك عند اعتلائها السيارة كيف دخل معها الطقل الصغير .. وهل تنكر انه كان برفقتها .. في هذه الأثناء تجمهر الجيران والمارة حولنا ... ردت الفتاه بنوع من العصبية - صحيح , رافقني الطفل دخول السيارة ولكني لا أعرفه .. حينها ثار جنوني زوجها وإرتفعت حدة كلامه قائلا , لقد سمعت ردها , ماذا تريد منا الان مصطحبا صراخه بحركات التشبير بكلتا يديه وإرتفاء بصدره المليء بالعضلات .. لم يكن أمامي خيارات كثيرة سوى أن أدافع عن نفسي وأن اخرج من هذا المأزق .. لأنني كنت على يقين أن هذه البنت تكذب وقد حملت هذا الطفل على صدرها وهي التي ارقدته على كرسي السياره الخلفي ولم يركب معه لوحدي كما إدعت الفتاه بل أنا واثق من أن المنطقة التي ركبا معي فيها لم تكن تعج بالناس وأنهما وحدهما كانا علىقارعة الطريق .. وحملته في حضنها ودخلت به سيارتي .. حتى أنني لم أتقاضى منها أجرة نقلها ...



قاطعه أبو علاء قائلا .. شكله هالطفل كان وراه امصيبه وبدهم إيلبسوك إياها والصحيح إنه قصتك بتنفع فلم سينما .. يا أبو فرق على جنب تدخلت انا الآخر معللا إنكار الإثنين للطفل أنهما غير متزوجين أو ان البنت حاولت سرقته ومن ثم تراجعت عن فعلها وأن زوجها غايب .. هذا إن كانوا متزوجين أصلا خلال مداخلاتنا لم تترك الابتسامه وبعض الضحكات المتقطعة وجه أبو جابر طالبا منا التريف سماع الباقي مكملا ... زاد تجمهر الناس من حولنا وأردت أن أعرف رأيهم وأن أحكمهم في هذه المصيبة لعلهم ينصفونني ويخرجونني من هذه الحفرة - لكني رأيت على وجوه بعضهم عدم الاكتراث وأنهم جاءوا لأجل الفرجه فقط ... وآخرون ممتعضون لا أعرف على من فينا على حضرتي شوفير السيارة اللي سمعت شوفاريت السيارات عند الناس مش ولا بد ولا على هاذين الشابين الذي من المرجح ان جيرانهم يعرفونهم بسوء السمعة - في هذه اللحظات العصيبة تداخلت علي كل الأفكار وإختلطت كل الأوراق ولم أستطع أن ألجأ لأفكاري التي كانت تأخذني يمينا ويسارا .. فسرت وانا مثقل الجسد ومهموم البال أستغفر ربي وأستدعيه أن ينقذني من هذه المصيبة .. وفي لحظة لم أحسب حسابها ولم تخطر في بالي وإذ بالطفل الملتصق ببنطالي يناديني على مسمع الزوجين والحشد الكبير بابا ... بابا ..وكأن هذه الكلمات البريئة كانت كالصاعقة نزلت علي ورأيت حينها شرار الاعين يتطاير من عيون الزوج ...وتهمير ومسبات يطلقونها من تجمهروا بالقرب مني ليكتمل المشهد أمامي , وتستحضر المصيبة كل أركانها لأصبح في نظر نفسي الميت الحي او على اقل تقدير نصف بني آدم من كثرة الضرب الذي سأتلقاه منهم ..



قاطعه أبو سامر قائلا والله بشرد وبدشرلهم الولد يسطفلوا فيه ...



تدخل أويس معقبا على كلام أبو سامر ... أبو جابر أجبن أن يفعل ذلك .



ادهشني كلام أويس الذي أوحى لي أن لأبو جابر علاقة تربطه بهذا الطفل .



رد أبو جابر قائلا يا جماعة لو كان أويس محلي لكان( فرموه فرم) وما سألوا عنه .. بس أنا إطلعت على قد حالي وواجهت الزلمه أبو العضلات مفتوله ... فعندنا إقترب مني لم يكن مني سوى الدفاع عن نفسي وعن شرفي وكرامتي أمام هذا الإدعاء الباطل من الفتاه وبلطجية زوجها والإدعاء البريء للطفل .. فلم أتردد حينها إلا أن أثأر لنفسي وكرامتي مهما كلفني ذلك من ثمن .. موجها إحدى لكماتي نحو هذا الشاب وإذ بيدي تلتطم في حافة البرش لتوقظني من حلمي العسير

***********************



1- البرش :- السرير الحديدي المخصص للأسرى

***********************



فوجئنا بهذه النهاية .. مما دب الصمت للحظات بين جميع المتواجدين وبعد أن وصلتنا فكرة الخدعة قرعت اجراس الضحك في فناء الغرفة الذي إمتد الي خارجها .. حتى استطاع البعض التعليق مازحا على ما فعله بنا أبو جابر قائلا ... يلعن راسك ويلعن هيك قصص فكرناها عنجد صارت معك بعد ما اتعاطفنا معك وفكرناك إوقعت في مصيبة .. إطلعت إبتسرح فينا بحلماتك الفاضية يا اخو الشلن . إستطرد آخر والله إعملتها فينا يا أبو جابر .. وأويس عامل حاله مش عارف اشي مع انه كان بعرف القصة من قبل أما إنا فقلت له أن قصتك أخذتنا على البحر ورجعتا ولا عشره على الشجرة بمضحكاته اللذيذة واصل أبو جابر حديثه إتعيشو وتحلموا غيرها .



إنتهى

سجن هدريم

بقلم الاسير ناصر عبدربه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Desert Rose

الادارة العامه
الادارة العامه
Desert Rose


الدوله : الاردن
MMS •·.·`¯°·.·• أمل مشرق لغد جديد •·.·°¯`·.·•
اللقب : غروري ضروري
نوع الاشراف : اداريه
الجوزاء تاريخ التسجيل : 13/12/2009
العمل/الترفيه : طالبة ثانوية عامة
المزاج : ماشي حالو

حكاوي اسير Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكاوي اسير   حكاوي اسير Emptyالثلاثاء نوفمبر 02, 2010 1:21 pm

سلمت يدآك على الطرح المميز

تقبل مروري,,>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكاوي اسير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديــــات أحــــــــلام ميعثره :: الاقسام الفلسطينية :: همسات الفلسطيني العآآم،،-
انتقل الى: